الدعاء

المقدمـة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا،الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم،الحمد لله المنعم بالخيرات المتفضّل بالنّعم،مجيب الدعاء،الشافي المعافى بيده الأمر كله وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله من أرسله الله رحمة للعالمين وعلــــــــــى آله وصحبه أجمعين وكل من دعا بدعوته وسلك طريقه المستقيم إلى يوم الدين،أمّا بعـــــــــد:

فلــم يكـن بنيتـــــــــــي ولا علـى بالي أن أكتب يوما فــي الدعـــاء، وإن كنت أعيشه يوميا حتــى أصبح جـــــــــــزءا مــن حياتــــــــــــي أسأل الله أن يديمنــــي عليــه.
وذات مرة وفي إحدى الظروف العسيرة التي مرت بي، وقد داهمني الهم وأحاطت بي الوساوس وحاصرني الخوف،وتحت تأثير هذه الظروف القاهرة جدا،العسيرة جدا والصعبة للغاية،كنت أحاول أن أخرج من هذه المحنة بأي طريقة،طرقت لذلك كل الأبواب التي أقدر على طرقها ولم أصل إلى غايتي المنشودة، وفي إحدى اللحظات وبينما أنا هائم في تفكيري أحسست وكأن هاتفا بداخلي يهتف لي ويرشدني بأن دع عنك المخلوق والجأ إلى الخالق الــذي عنده خزائــن الرزق و النعمة،الـــذي يرزق بـــدون حساب و يقضــــــــــي الأمور بالكاف والنـــون، الـــــــــذي لا يـــــرد مـن دعـــــــــــاه بيديـــــــن فارغتيـــــــن.

فلجأت عندها إلى ربّي في ظلمة الليل بدون تكلفة، واسترسلت أدعوه وأتوسل إليه بقلب يفيض خشوعا وعينان تفيضان دمعا،وكلي ثقة في خالقي أنه سيقضي عني ما أريد قضاءه،فشعرت براحة نفسية وروحية عظيمة،بل أحسست وكأن النور قد بزغ من وجهي إلى درجة أني نسيت ما كنت أعاني منه، وبعدها بزمن قليل جدا مقارنة بما كان يؤرقني بالليل ويهينني بالنهار، انفرجت هذه الكربة وزال هـــــذا الهـــــــم وأًُعطيت ما طلبت بطريقـــة و كيفية مدهشة.

وفي تلك اللحظة فاضت عيناي دمعا،وهممت إلى ربي أشكره، فكنت بعدها وكلما تذكرت تلك الحادثة شكرت ربي وتقربت إليه بالدعاء،ولما كنت أجتهد في كل مرة في إيجاد كلمات الأدعية « وكنت شغوفا بمطالعة كتب الأدعية ومداوم على قراءة أسبوعية دينية لما تحمله من أدعية ومواضيع مفيدة»، انتابتني فكرة أن أدون هذه الأدعية واجمعها،وبعدها تطورت هذه الفكرة بداخلي وهيجت فكري لأن اكتب وأجمع ولو كتيب صغير في الدعـــاء.

فاستخرت الله جلت قدرته وتوكلت عليه،فوجدت بعد الاستخارة أن الموضوع قد قرّب إليّ وتجلت قواعده في عقلي، فتوكلت على الله بنية صادقة خالصة له وحده،وسطرت عملي و عناصره الأساسية واخترت أن ابدأه بمدخل أتحدث فيه بصفة عامة عن الدعاء، واعتمدت على كلمات بسيطة وجمل بسيطة وأسلوب المخاطبة حتى أكون قريب من القارئ ويكون له تأثير خاص في قلبه،لأن الإنسان بطبعه يحب من يخاطبــــه.

أسأل الله جلّ وعلا أن يتقبل مني هذا الجهد والعمل البسيط ويجعله خالصا لوجهه، فأنا لا أريد من ورائه مالا و لا شهرة و لا مكانة دنيويه زائلة، وأسأله ربّ أن ينفع به كل من يطلع عليه ويقرأ كلماته فبكل ما أوتيت من قدراتي الفكرية البسيطة جدا حرصت على أن أجمع بين صفحاته كل ما يروي غليل القارئ من أدعية.

ولا تنسونــــــي بصالـــــــح دعائكــــــــم.